**أَيَّامُ الضَّيَاعِ**
1. أَيَّامُنَا
غَرَبَتْ، فَلا مَشْهُودُ
إِلَّا
ضَبَابٌ فِي العُقُولِ يَسُودُ
2. نَسْعَى
لِمَالٍ كَالظِّمَاءِ، وَهَمُّنَا
أَنْ
نَجْمَعَ الدُّنْيَا، وَفِيهَا نَجُودُ؟
3. فَرَحٌ
كَطَيْفٍ زَارَ ثُمَّ تَلاشَى
وَالحُزْنُ
ضَيْفٌ دَائِمٌ مَعْهُودُ
4. أَمْنٌ
تَوَلَّى، وَالحَنَانُ مُقَيَّدٌ
بِمَصَالِحٍ،
فَالحُبُّ بَاتَ شَرِيدُ
5. لا
صِدْقَ يُرْجَى، لا وَفَاءَ نَنَالُهُ
إِلَّا
نِفَاقًا بِالوُجُوهِ يَجُودُ
6. وَالوَهْمُ
يَطْغَى، وَالهُمُومُ جُيُوشُهَا
تَغْزُو
القُلُوبَ، فَمَا لَهَا مَرْدُودُ
7. أَيْنَ
الأَمَانِي؟ أَيْنَ رَاحَةُ بَالِنَا؟
أَيْنَ
الصَّفَاءُ وَعَيْشُنَا المَنْشُودُ؟
8. لِمَ
هَذِهِ الأَيَّامُ قَاسِيَةٌ بِنَا؟
هَلْ
مِنْ جَوَابٍ شَافِيًا مَوْجُودُ؟
9. أَمْ
أَنَّ فِي الأَنْفَاسِ دَاءً كَامِنًا
وَبِفِعْلِنَا
كَانَ الشَّقَاءُ وَلِيدُ؟
10. يَا لَيْتَ شِعْرِي، هَلْ بِنَا مِنْ
عِلَّةٍ
جَعَلَتْ
صَفَاءَ العَيْشِ عَنَّا يَحِيدُ؟
11. فالبَحْثُ دَأْبٌ عَنْ سَرَابٍ خَادِعٍ
وَالنَّفْسُ
تَهْوِي حَيْثُ لا مَحْمُودُ
12. وَالسَّعْدُ لَمْحٌ كَالشِّهَابِ إِذَا
بَدَا
وَالكَرْبُ
بَحْرٌ مَا لَهُ تَحْدِيدُ
13. نَشْكُو الزَّمَانَ وَمَا الزَّمَانُ
بِمُذْنِبٍ
إِنْ
كَانَ فِينَا الذَّنْبُ يَا مَعْبُودُ
14. ضَاعَ اليَقِينُ وَحَلَّ شَكٌّ مُطْبِقٌ
وَالفِكْرُ
حَيْرَانٌ وَهَمٌّ عَتِيدُ
15. نَتَسَاءَلُ الدَّهْرَ الطَّوِيلَ وَمَا
بِنَا
إِلَّا
التَّمَادِي وَالجُحُودُ يَزِيدُ
16. لَوْ أَنَّنَا نُبْصِرْ حَقِيقَةَ ذَاتِنَا
لَرَأَيْنَا
أَنَّ الخَيْرَ فِينَا مَوْؤُودُ
17. فَالعَيْبُ فِينَا، فينا ظَالِمٍ
وَالدَّاءُ
مِنَّا، وَالدَّوَاءُ بَعِيدُ
18. لَكِنَّهُ الأَمَلُ الخَفِيُّ بِأَنَّنَا
يَوْمًا
سَنُوقِظُ مَا طَوَاهُ الرُّقُودُ
19. فَلْنَرْجِعِ الأَبْصَارَ نَحْوَ قُلُوبِنَا
فَبِصِدْقِهَا
يَحْلُو الزَّمَانُ السَّعِيدُ
20. إِنْ نَصْلُحِ الأَعْمَاقَ يَنْصَلِحِ
الوَرَى
وَيَعُودُ
صَفْوُ العَيْشِ وَهْوَ جَدِيدُ